شهادة براءة الاختراع .. غاية أم وسيلة؟!
قالت الدكتورة منة الله مرسي الكتامي، الباحثة في مجال الملكية الفكرية، وهي المدير التنفيذي لبنك الابتكار المصري التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا،في حوار صحفي لها يجب على أي باحث قبل البدء في التفكير في اختراع جديد أن يقوم بدراسة جيدة للسوق واحتياجاته، وكذلك دراسة جدوى للاختراع الذي سيقدم على تنفيذه. وهذا عامل ضروري قبل البدء في اختراع كي يستطيع أن يحقق عائد مادي منه بعد الحصول على شهادة براءة الاختراع. فالاختراع ليس غاية في ذاته. بل هو وسيلة من وسائل تحقيق النفع للمجتمع والذي يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والرفاهية المجتمعية. وعلى الجانب الشخصي للمخترع، فهو وسيلة من وسائل الاستثمار.
كما قالت الدكتورة منة الله الكتامي أنه يجب أن يتوافر في الاختراع عدة متطلبات حتى يكون أهلا للحصول على البراءة. فيجب أن يكون موضوع الاختراع أحد الموضوعات المشمولة بالحماية طبقا لنص القانون المصري رقم 82 لسنة 2002 بشأن حماية حقوق الملكية الفكرية. كذلك أن يقوم المخترع بالإفصاح الكامل عن الاختراع الخاص به، وتوضيح أفضل طرق التطبيق التي تمكن المتخصصين في مجال الاختراع من تنفيذه. كما يجب أن يتوافر بالاختراع ثلاث شروط رئيسية، وهي الجدة والخطوة الإبداعية والقابلية للتطبيق الصناعي.
وتتطلب عملية الحصول على براءة اختراع حوالي عامين ونصف، منذ تاريخ إيداع الطلب بمكتب براءات الاختراع المصري وحتى تاريخ البت في الطلب سواء بالقبول أو الرفض. يتم خلال تلك المدة، دراسة الاختراع من قبل الفاحص الفني المتخصص في المجال التكنولوجي للاختراع دراسة شاملة، والبحث من خلال قواعد البيانات للتأكد من توافر شروط الحصول على البراءة بالطلب من عدمها. وفي حال قبول الطلب، يْمنح المخترع شهادة يكون له بمقتضاها حق منع الغير من استغلال اختراعه تجاريًا دون إذن مسبق منه خلال مدة الحماية (20 سنة) ووفقا للشروط التي ينص عليها القانون.
ويعتبر حق الحماية الخاص ببراءة الاختراع كغيره من حقوق الملكية الفكرية الآخرى حق شخصي، أي يجب أن يتقدم المخترع بنفسه أو من ينوب عنه (بتوكيل رسمي) بطلب للحصول على الحق، كما يقع على عاتقه الدفاع عن ذلك الحق. وهو أيضا حق إقليمي، أي يمكن إنفاذه فقط داخل حدود الدولة الذي منح فيها. وبالتالي، يجب أن يقوم المخترع بتقديم طلب لحماية اختراعه في كافة الدول التي تشكل سوقا محتملا لاختراعه.
واخيرا أكدت الدكتورة منة الله الكتامي مرة أخرى على ضرورة دراسة السوق دراسة جيدة يستطيع أن يعرف المخترع من خلالها أين يستثمر ابتكاراته. فالاختراع ليس وسيلة سريعة لتحقيق الربح، بل يجب أن تضاف إليه الفطنة الخاصة بالتجارة والتسويق.