الهدف....القاتل!
بيليه قبل كاس العالم ١٩٩٤ توقع إن كولمبيا هتكسب البطولة
امال عريضة علقت على منتخب كولومبيا مكتسح أمريكا الجنوبية في التصفيات. يكفي اني أقول لحضراتكم إن كولومبيا رزعت الارجنتين في أخر ماتش في التصفيات ٥ في بيونس ايرس.... ٥! ........لدرجة إن جمهور الارجنتين وقف و سقف لمنتخب كولومبيا على تفوقهم
٢٦ مباراة قبل التصفيات ما خسرش منها غير مباراة واحدة.....و جيل ذهبي العالم مستنيه يكون الحصان الاسود غني بالمواهب زي فالدراما، و غارسيا و رينكون
أوائل التسعينيات كانت برضه فترة عصيبة على كولومبيا....مدينة مديلين تحت قانون الطوارئ بعد مقتل حبيب الشعب تاجر المخدرات الأشهر بابلو اسكوبار ....الراجل اللي بني بيوت و ملاعب للفقراء و عليها تم صقل المواهب اللي إتأهلت لكاس العالم ...... المجرم العظيم دة وقت ما كان تحت الحراسة في أخر أيامه كان بيتم زيارته بشكل دوري من نجوم الكرة الكولومبيا و حتي كانو بينظموا ماتشات كرة معه جوا السجن....و برغم عدم إرتياح اللاعب اللي إسمه زي إسم المجرم اسكوبار اندريس اسكوبار الا إنه مكانش عنده اوبشن ثاني و إلا القتل في في انتظاره و إنتظار أي حد يعارض بابلو ....و زي ما قال الريس منتخب كولومبيا كويس
مديلين كانت في حالة فوضي عارف.... الزعيم مات....مكنش فيه حاجة حرام ولا غلط ينفع تحصل غير عن طريق ختم بابلو.....بعد ما مات بقي العملية بقت هيصة.... بنات مخدرات علاقات جنسيه كامله.....قتل عشوائي في الشوارع
في ظل السواد دة .... اللاعب اندريس اسكوبار كان مفعم بالأمل إن الكرة ممكن تكون سبب في تغير واقع كولومبيا الأليم .....كان شايف إن الكرة ممكن تعلم التسامح و قيم أخري جميلة ....و كان شايف كاس العالم ١٩٩٤ فرصة إن الشعب يلتف حولين حاجة واحدة... اصطفاف وطني يعني
الماتش الاولاني بدا....و صدمة كبيرة ....رومانيا المغمورة بقيادة مارادونا البلقان هاجي تفاجئ اللاتينيين و تكسبهم ٣-١......مين ينسي هدف هاجي من نصف الملعب
ضربة نفسية كبيرة لفريق نازل البطولة يقش ....بعد المباراة دي بدأت المهازل....أخو المدافع هيريرا تم قاتله في حادثة عربية ....و جه تهديدات بالقتل لكثير من اللعيبة
الماتش الثاني كان ضد أمريكا الضعيفة صاحبة الارض....المفروض الموضوع سهل لكولومبيا .....بس المدرب وصل للاعيبة بيعيط و بيقول لهم إن جاله تهديدات إن العصابات هتقتل الفريق كله لو حط في التشكيلة الرئيسية لاعب خط الوسط ماتورانا..... حضراتكم مدركين؟....ازاي ممكن فريق يلعب و يبدع في الاجواء دي
ماتش أمريكا يبدأ و لعيبة كولومبيا ركبها بتخبط في بعض.....كله عارف إن ممكن دة يكون أخر يوم لهم ......نزلوا هجوم كاسح على أمريكا...لكن مفيش فايدة ....الكرة مش بتخش
لحد اللحظة التعيسة......واحدة من أكثر اللحظة حزنا في تاريخ كرة القدم.....كرة عرضية أمريكية يحاول اندريس اسكوبار يشتتها برا ...تقلش منه و تخش في الجون بتاعه.... ١-٠ أمريكا! ....كولومبيا خارج المونديال!!!
إبن أخت اندريس اللي عنده ٩ سنين في نفس اللحظة و هو بيتفرج على تلفيزيون قال إن هما هيقتلوا اندريس....ردت عليه أخته: ماتخافش يا حبيبي محدش بيتقتل عشان أخطاء....الشعب الكولومبي بيحب اندريس
بس...رجع الفريق إلى أرض الوطن و تم تحذيرهم من الخروج في الاماكن العامة
في يوم اندريس كلم زميله هريرا عشان يخرجوا ....هريرا قال لاندريس بلاش الدنيا لبش ....و القتل و الدم سهل .....بس اندريس رفض الخوف و قال إنه لازم يواجه الناس
اندريس نزل في بار إسمه اندينو في مديلين و شرب له كام كاس و الدنيا كانت حلوة لحد ما جه شوية عيال يشتموه على الخطأ بتاع كاس العالم......فا حاول يفهمهم إنه كان خطأ غير مقصود ....مشي و سابهم عشان يركب عربيته....فضلوا وراه يشتموه ..... الموضوع بدأ يغلي.....لحد ما واحد منهم قام مطلع مسدس و ضرب ٦ طلقات على اندريس..... اللي لقي حتفه بعد ثواني
فيه أقاويل كثير عن دوافع قتله ....فيه كلام إن العصابات خسرت فلوس كثير في الرهانات على المنتخب فا انتقمت من اندريس....و فيه كلام إن العصابة المنافسة لاسكوبار (بابلو مش اندريس) بقيادة كارلوس كاستانو كانت في قمة غرورها و عنفوانها بعد مقتل بابلو فا لما بعض أفراد العصابة اتخانقوا مع اندريس و رد عليهم ما إستحملوش فكرة إن حد يرد عليهم فا قتلوه
بعدها بأيام...إحتشد ١٠٠ ألف كولومبي عشان يودعوا شهيد كرة القدم و تم لف جثمانه بعلم فريقه ناسيونال و هتافات تقشعر لها الأبدان تنادي بالعدالة و تخليص كولومبيا من الكابوس اللي هي عايشاه و سيطرة كارتلات المخدرات..... و حضر جنازته رئيس الجمهورية جافيريا
قصة مأسوية نتمني ما نشوفهاش ثاني