recent
أخبار ساخنة

تعرف على تاريخ الكستور الكساء الشعبي للمصريين | مدونة أهل مصر

 
 من منا لا يعرف البيجاما المُقلمة والمصنوعة من قماش الكستور ؟! .. والكستور جزء هام من التراث المصري الأصيل ، كان لا يخلو منه بيت مصري ، وقد شاهدنا الكثير من فناني الزمن الجميل في الأفلام المصرية الأبيض والاسود وهم يرتدون البيجاما او الجلباب الكستور ، مثل الفنان عماد حمدي في فيلم "ام العروسة" ، وكان يرتدي البيجاما الكاستور ، وكذلك الفنان حسين رياض في فيلم "بابا امين" وهو يرتدي جلبابا من الكستور .

 والكستور هو نوع من القماش مصنوع من القطن الناعم الذي تمتاز مصر بزراعته، يقتنيه كل المصريين على إختلاف فئاتهم ، فكان يرتديه الاطفال والرجال والنساء احيانا وذلك في أيام الشتاء ذات البرد القارص ، فكانت ملابس البيت من الكستور كفيلة بتدفئتهم وكان ذلك في الحقبة ما بين خمسينيات وثمانينات القرن الماضي .

 كان توب قماش الكستور يوزع مع الزيت والسكر ببطاقه التموين وكانت محلات القطاع العام الصالون الأخضر، وعمر أفندى، وشركة بيع المصنوعات المصرية، وشيكوريل وصيدناوى وشملا هي الاماكن التي تقوم الاسر المصرية بشراء القماش الكستور منها او صرف ذلك القماش بالبطاقات التموينية ، ليعتبر الكستور الكساء الشعبى للمصريين، مرورًا بأنه كان الخامة الأكثر استخداما فى الأزياء التى ارتدتها كل فئات الشعب حتى الرؤساء وعلى رأسهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .

 كانت ربات البيوت تقوم بتصميم البيجامات والطاقية وجلباب البيت من ذلك النوع من القماش . وبالماضي كان ايضا زي المدارس يعتمد على الكستور ، فقد كان الزي الموحد للمدارس المريلة البيج ، يرتديها جميع التلاميذ من مختلف الطبقات وكانت خامة صحية جدًا، لأنه 100% قطن، وغزل سميك يدفىء ، ذات ملمس ناعم جدًا ومريح جدًا ، لكن تلك النوعية من زي المدارس او "المريلة" قد بدات في الانقراض بعد انتشار المدارس الخاصة .

 اختار الرئيس الراحل أنور السادات "البيجامات الكستور" المصرية الصناعة والمنتشرة في البيوت المصرية ، لتكون رداءاً للأسرى الإسرائيليين ، حينما عادوا إلى إسرائيل بعد ملحمة اكتوبر 1973 و ذلك خلال عملية تبادل للأسرى .

 يذكر الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات السياسية والاقتصادية في حوار صحفي ، ان مصر قد اشتهرت بالصناعات النسيجية، ومن بينها أقمشة الكستور القطنية والتي كانت جزءا هاما واساسيا في الاقتصاد والصناعة ، وأنه في السبعينيات عملت 33 شركة من القطاع العام وأكثر من 3 آلاف شركة قطاع خاص في منتجات الغزل والنسيج وفي تصنيع الملابس الكستور الشتوية . فيما عمل حوالي 50% من عمال البلد في صناعات الغزل والنسيج . ومثلت الصناعات القطنية المحلية 44% من إجمالي الصادرات . إلا أنه مع بداية الثمانينات من القرن الماضي، وبداية الانفتاح الاقتصادي والخصخصة وبيع القطاع العام، غابت الصناعات المصرية ، ليحل محلها منتجات مستوردة لصالح أصحاب المكاتب والتوكيلات الأجنبية!!


google-playkhamsatmostaqltradent