مذبحة القلعة
في مثل هذا اليوم 1 مارس 1811 استطاع محمد علي القضاء على اهم عقبة من العقبات التي واجهته بعد توليه حكم مصر سنة 1805
وهم المماليك ولكن هل حقا ما يزعم البعض ان قصة مذبحة القلعة لم تكن من تدبير محمد علي وهو برئ من دم المماليك؟
هذا ما نحاول أن تجد له إجابة في هذا الموضوع
في البداية ادعي محمد علي أنه يجهز حفلا بمناسبة تولي ابنه أحمد طوسون باشا قيادة الجيش الخارج إلى الحجاز للقضاء على حركة محمد بن عبد الوهاب في نجد، ودعا رجال الدولة وأعيانها وكبار الموظفين العسكريين والمدنيين وزعماء المماليك لشهود هذا الحفل. فلبَّى 470 مملوك الدعوة، وحضروا إلى القلعة في أزهى الملابس والزينة.
وعند تقليد الأمير طوسون خلعة القيادة، سار الجميع خلف الموكب للاحتفال، واستُدرِجَ المماليك إلى باب العزب، وفتح الجنود عليهم وابل الرصاص، وساد الهرج والمرج، وحاول المماليك الفرار، لكن قُتِل أغلبهم بالرصاص، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ومن نجا منهم من الرصاص، ذُبِحَ على أيدي الجنود. ولم ينج منهم سوى مملوك واحد يدعى "أمين بك" تمكن من الهرب إلى الشام. وبعدما ذاع الخبر؛ انتشرت الفوضى في البلاد لمدة ثلاثة أيام، قُتل خلالها نحو ألف من المماليك ونُهب خمسمائة بيت، ولم يتوقف السلب والنهب إلا بعد أن نزل محمد علي إلى شوارع المدينة، وتمكن من السيطرة على جنوده وأعاد الانضباط
تعددت الآراء والحكم على ما قام به محمد علي
انقسمت الآراء حول مذبحة القلعة، فمنهم من رأى أنها حادثة غدر أساءت لسمعة محمد علي، ووصمة عار في تاريخ مصر، ومنهم من وصفها بحادثة أدخلت الرعب في قلوب المصريين لعقود. ومنهم من رأى أنها كانت خيرًا لمصر، وخلّصت مصر من شر المماليك، ومنهم من رأى أن محمد علي كان مضطرًا لذلك للدفاع عن نفسه وحكمه من المماليك الذين كانوا لا ينفكون للسعي إلى السلطة.
اما حديثا وصفها الإعلامى احمد المسلماني
بأنها "معركة القلعة" حيث قال: "فهي معركة بين محمد علي والمماليك، ولكنه اختار فيها أن تكون معركة نصف بيضاء، أي أن تسيل دماء العدو وحده في مكان أنيق ووقت محدود".
لماذا تم اختيار قصر الجوهرة لاستقبال المماليك يوم مذبحة القلعة
قصر الجوهرة، أحد القصور الموجودة في قلعة صلاح الدين الأيوبي بجانب جامع محمد علي أو قلعة محمد علي وقد تحول لمتحف، بني القصر أساساً ليكون مقراً لزوجة محمد علي باشا وقد أنشأه عام 1814م. حرص محمّد علي باشا أن يكون هذا القصر على غاية الفخامة والأبهة. ففيه العديد من القاعات الكبيرة أشهرها قاعة الاستقبال وقاعة السّاعات التي تُعتَبر أجمل ما في القصر. وقد زُيّن القصر بأرقى فنون الزخرفة العثمانية سواء بالخشب أو بألواح الجص. يحفل القصر بالبديع من الألوان والرسوم والنقوش. وبقي القصر يحتفظ بحظوته حتّى حُوِّل أخيرًا إلى متحفٍ للتّراث الإسلامي.
ولهذا ذهب بعض المؤرخين انه تم اختيار قصر الجوهرة لاستقبال المماليك لكي يجعلهم اكثر انبهار بالحدث ويطمئنوا تماما انه لا توجد سوء نوايا من هذه الدعوة