في خطوة إيجابية منها نحو دعم المريض المصري ومحاولة لتخفيف الأعباء المادية عنه، أعلنت شركة زيتا فارما للصناعات الدوائية تخفيض سعر مستحضر "ايمباكوزا 25 مجم" رسميا للجمهور بنسبة تقترب من 40% وذلك بعد موافقة هيئة الدواء المصرية، وذلك لتسهيل استفادة أكبر عدد ممكن من مرضي السكر من النوع الثاني في مصر من المزايا العلاجية لهذا العقار.
وأوضحت دكتورة فاتن عبد الحميد، مديرة التسويق بشركة زيتا فارما أن عقار ايمباكوزا الذي يحتوي على مادة (امباجليفلوزين) يعد من أحدث علاجات السكر من النوع الثانى، والذى يشكل نقلة نوعية في علاج مرض السكر من النوع الثانى، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن هذا الدواء -بالإضافة لقدرته العالية على ضبط مستوى السكر في الدم- أيضا يفيد القلب ويقلل حدوث الوفيات الناتجة عن مضاعفات القلب كما أنه يساعد على حماية الكلى، والتى تعتبر من أهم التحديات التي تواجه مرضى السكر المزمن وأيضا يساعد على فقدان الوزن لمريض السكر، مما يحسن من جودة الحياة لهؤلاء المرضى.
وأضافت أن تلك المبادرة تأتي ضمن برنامج شامل ودائم أطلقته شركة زيتا فارما لدعم مرضي السكر من النوع الثاني في مصر، والذي يضم أيضا تقديم أجهزة تحليل السكر في الدم والشرائط الخاصة به مجانا، وكذلك اختبارات فحص السكر التراكمي بالمجان، بالإضافة إلى تقديم التوعية الصحية للمرضى من خلال صفحة "سكرك حياتك" والتي تتناول بشكل مبسط نصائح محدثة لمريض السكر مقدمة من نخبة من كبار أطباء علاج السكر في مصر في شكل فيديوهات، وكذلك توزيع نشرات التوعية الصحية والنصائح الطبية لهؤلاء المرضي من خلال العيادات الطبية فى جميع أنحاء الجمهورية.
وأكد دكتور محسن حسن، مدير القطاع التجارى بشركة زيتا فارما أن الاستراتيجية العامة للشركة تهدف إلى تحسين جودة حياة المريض وكذلك رفع كفاءة الخدمة الطبية من خلال دعم برامج التعليم الطبي المستمر لشباب الأطباء مثل تفعيل برامج تدريبية وتمويل فيديوهات تعليمية لشباب الأطباء بهدف نقل الخبرات من كبار أساتذة السكر والغدد الصماء، وعقد لقاءات علمية دورية، ودعم مشاركة الأطباء في المؤتمرات الدولية، مشيرا إلى أن الشركة تقوم بتوفير عدة بدائل من الأدوية لذات المرض ليتمكن الطبيب من الانتقاء من البدائل المتاحة حسب حالة كل مريض.
وأشار الدكتور فارس سلامة، مدير تطوير الأعمال بشركة زيتا فارما إلى أن إطلاق برنامج دعم مرضى السكر يعد مرحلة هامة في مسيرة برامج دعم زيتا فارما للمريض المصري التي بدأت عام 2016 ببرنامج دعم مرضى الالتهاب الكبدي الوبائي، مضيفا أن برنامج دعم مرضى السكر يشمل أيضا تمويل برنامج موبايل ( أبلكيشن) مجاني تماما لهواتف الأندرويد والأيفون باسم (صحتك حياتك) والذي يوفر نظاما سهلا لتسجيل قراءات السكر للمرضى وكذلك توفير نصائح توعوية للمرضى وقياس مؤشر كتلة الجسم، فضلا عن قاعدة بيانات بأطباء السكر والغدد الصماء في جميع أنحاء الجمهورية.
من جانبه، أكد *دكتور عباس عرابي* أستاذ أمراض السكر والغدد الصماء، بكلية الطب جامعة الزقازيق أن هناك ١٠ مليون مصري (أي ١٠٪ من الشعب المصري) يعانون من مرض السكر، ٩٠٪ منهم من النوع الثاني والذي يختلف عن النوع الأول الذي يحدث في الأطفال أنه لا يعطي أعراضا حادة في البداية وقد تبدأ الأعراض بعد أربع أو خمس سنوات خصوصا في الأطراف والدورة المخية والقلب، مضيفا أنه حدث تطور علمي واضح في علاجات مرض السكر لتصبح آمنة ومفيدة للأعضاء التي تتأثر بشكل مباشر بمرض السكر مثل القلب والكلى.
وأشاد عرابي ببرنامج "سكرك حياتك" ومبادرة الشركة بخفض سعر عقار ايمباكوزا الذي يتيح فرصة أفضل للمرضى للاستفادة من مزايا العقار بالرغم من ارتفاع أسعار الأدوية الحديثة بشكل عام مقارنة بالأدوية التقليدية والذي سيصبح حافزا لباقي الشركات بخفض أسعار الأدوية المماثلة وهو ما يصب في مصلحة المريض في النهاية، وكذلك التوعية المجتمعية التي يقدمها البرنامج والتي يفتقر إليها معظم المرضى المصريين عكس الدول الأوروبية حيث يوجد توعية للمرضى سواء عن طبيعة المرض أو عن أسلوب الحياة الصحي والتغذية السليمة داخل العيادات الطبية.
وحول دور مريض السكر في السيطرة على المرض، أوضح *دكتور على عبد الرحيم* أستاذ أمراض السكر والباطنة بكلية طب جامعة الإسكندرية، أن مرض السكر ومضاعفاته قابلين للمنع والسيطرة مع التنبؤ مبكرا بالمرض مع وجود بعض العلامات التحذيرية مثل زيادة محيط البطن وزيادة الوزن بشكل عام، ووجود اسمرار في محيط الرقبة وتحت الإبطين، وكذلك الحصول على علاج استباقي لمنع أو تأخير حدوث الإصابة بالسكر ومضاعفاته، والالتزام بالعلاج ونمط الحياة الصحي والسيطرة على الوزن في حالة حدوث الإصابة، ليصبح بذلك علاج السكر مسؤولية مشتركة بين الطبيب والمريض.
وأضاف أن مبادرة "زيتا فارما" بخفض أسعار بعض الأدوية هي خطوة لم نعهدها كثيرا في سوق الدواء، مؤكدا أن خفض السعر لا يعني خفض الجودة كما يعتقد البعض، فاشتراطات الجودة لا تتغير خصوصا مع توجه معظم شركات الأدوية إلى التصدير وهو ما يعني أيضا الالتزام باشتراطات الجودة العالمية.
وأوضحت *الدكتورة إيمان رشدي*، أستاذ السكر والباطنة بكلية طب قصر العيني، أن الأدوية التقليدية للسكر كانت تعمل من خلال تحفيز البنكرياس لإفراز الأنسولين أو تحسين استجابة خلايا الجسم للأنسولين، مما يعرض المريض لمشاكل انخفاض السكر المفاجيء في الدم وزيادة الوزن، وهو ما تم تجنبه في الأدوية الحديثة التي ينتمي إليها عقار "ايمباكوزا" حيث يقلل امتصاص السكر في الجسم من خلال طرده في البول عن طريق الكلى، مما يحمي القلب والشرايين والكلى من المضاعفات على المدى البعيد، مشيرة إلى أن العلاجات الحديثة للسكر مثل عقار ايمباكوزا تم الموافقة مؤخرا على استخدامها أيضا في بعض حالات اعتلال عضلة القلب و الاختلال الكلوي لغير مرضى السكر لإبطاء معدلات التدهور في وظائف الكلى،
وأشارت *الدكتورة هالة جمال الدين*، أستاذة الباطنة والسكر بكلية طب قصر العيني، إلى أن منظمة الصحة العالمية أصبحت تشترط في ترخيص الأدوية الحديثة للسكر أن يكون آمنا على القلب بعد تسجيل تأثيرات سلبية وخطيرة للأدوية القديمة على القلب والشرايين، مؤكدة حدوث انخفاض في معدلات الوفيات بأمراض القلب والفشل الكلوي المتعلقة بالسكر نتيجة ترشيح الزلال من خلال الكلى، وكذلك الحاجة لعمليات زرع الكلى بعد استخدام العلاجات الحديثة للسكر مثل "ايمباكوزا" بنسبة تقترب من ٣٠٪.