تداول رواد التواصل الاجتماعي صورة لقصيدة تم اعتمادها ضمن منهج اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي حيث نسبت الوزارة هذه القصيدة لامير الشعراء احمد شوقي ،وفي الحقيقة ان صاحب القصيدة هو الشاعر وحيد حامد الدهشان .
ونشر أيمن تعيلب، العميد السابق لكلية الآداب جامعة السويس وأستاذ النقد الحديث، صورة للقصيدة المنسوبة لأمير الشعراء، وعلّق عليها قائلا :
عندما دعتنى ابنتى سماء ذات الثمانى سنوات وهى طالبة فى الصف الرابع الإبتدائى هذا العام 2021 ـــ 2022 إلى ضرورة قراءة وشرح قصيدة شعرية مقررة عليها فى الكتاب المدرسى لأنها صعبة،كنت فى مكتبى أقرأ رسالة دكتوراه لأحد طلابى تمهيدا لمناقشته قريبا بإحدى كليات الآداب،تركت رسالة الدكتوره على الفور بسبب إلحاح ابنتى علاوة على أننى ضعيف جدا أمام هذه البنت من بناتى خاصة،وما إن أمسكت بالكتاب وبدأت أقرأ النص حتى أحسست بضيق شديد واستفزاز أشد،لأننى شاهدت كذبا مرعبا من وزارة التربية والتعليم على طلابنا وأبنائنا البرآء فى هذه المرحلة التكوينية الإبتدائية التى تكون وعى التلميذ ليعرف حقيقة كل شىء من حوله فى تاريخ بلاده شعره ونثره،وماسيترتب على ذلك من آثار ضخمة فى حياة الطالب وحياة وطنه الذى ينتمى إليه،وجدت قصيدة عنوانها (فى حب مصر) ثم كتب تحتها مؤلفو الكتاب المدرسى أنها من تأليف الشاعر أحمد شوقى أمير الشعراء،ثم أتبعوا القصيدة بصورة لأمير الشعراء،لكننى بعد قراءتى القصيدة شككت تماما أن يكون هذا أسلوب أحمد شوقى فى الشعر فأنا أستاذ جامعى بجامعة السويس وتخصصى فى النقد الأدبى الحديث وأظن أن هذا كاف أن اكون متمرسا بطعم أسلوب أحمد شوقى،رجعت على الفور إلى ديوان شوقى وكان على بعد مترين من يدى فى مكتبتى،وابنتى تنظر إلى فى دهشة واستغراب ثم تقول لى يابابا: لو سمحت أنت رايح فين؟،من فضلك يابابا اشرح لى القصيدة أنا مش فاهمة حاجة منها خالص،نظرت إلي ابنتى فى حب وشفقة وحزن كأننى أنظر فى وجوه كل بنات مصر الصغيرات اللائى لم يتعدين الثمانى سنوات وهن يتنفسن تدليس وزارة التربية والتعليم عليهن،وأرجو ألا يكبر على نفس وكرامة الوزارة ومركز تطوير التعليم أن أصفهم بالتدليس والكذب وإلا فليقولوا لى بماذا أصفهم؟ هل أصفهم بالكذب أم بالتزوير أم بالتدليس أم بالجهل أم بعدم الأمانة،أم بعدم القدرة على تحمل المسؤولية،فليختاروا صفة لهم من بين كل هذه الصفات أو غيرها من الصفات التى تحلو لهم.
فى الحقيقة اشتعلت غضبا واتصلت على الفور بصديقى القديم الدكتور محمد غنيم الموجه العام للغة العربية بمحافظة الشرقية لأنه صديق دراسة أولا وكاتب أديب مبدع ثانيا يتمتع بالخلق الجم والعلم الوافر ومعروف بغيرته الشديدة على أبنائنا ووطنيته مشهود بها فى عمله العام،حكيت له ماحدث فتوجع مثلى ووعدنى بأنه سينهى هذا الخطأ الجسيم.دون إحداث أى ضجيج أو صخب حول ماحدث.
لكننى لست من أهل الضجيج ولا من محبى الصخب،بل من الخير لنا أن نضج ونصخب كلما رأينا صورة قاسية من صور القبح العام المقرر على طلابنا،ألم يكتفى مركز تطوير المناهج بآلام كورونا على بناتنا الصغار البرآء فأراد أن يزيدهن كورونا شعرية أخرى تصيبهن فى مقتل فكذب عليهن بقصيدة نسبها لأحمد شوقى زورا وهى ليست له ثم التقط صورة لأمير الشعراء ثم وضعها تحت القصيدة حتى تكتمل المسرحية الهزلية ثم عرف أمير الشعراء بكلمتين اثنتين فقط فقال عنه: انكب على الشعر وكان أمير الشعراء.مع أن كل شعراء العالم انكبوا على أشعار من سبقوهم ولم يصيروا أمراء للشعر!!
ولست أدرى لماذا فعل مركز تطوير التعليم هذا بأبنائنا؟ أن يأتى بقصيدة (فى حب مصر) فينسبها لأمير الشعراء أحمد شوقى بينما هى فى الحقيقة للشاعر المهندس الصديق وحيد حامد قابل الدهشان؟ هل كل هذا فى حب مصر يامركز التطوير؟ هل إلى هذا الحد نسخر من عقول بناتنا وأولادنا فى طفولتهم البريئة الأولى وهم يتفتحون على معرفة الحقائق من حولهم فنقول لهم إن أحمد شوقى أمير الشعراء هو وحيد حامد قابل الدهشان،وأن وحيد حامد قابل الدهشان هو أمير الشعراء أحمد شوقى؟،ياسلام على افتراء مركز تطوير واسمحوا لى أن أصفه بقسوة شديدة فهذا إهمال جسيم فى تحمل المسؤولية.أرجو أن يتدخل السيد الوزير طارق شوقى وهو عالم جليل يدرك خطورة ماحدث حتى يحاسب هؤلاء القائمين على أمانة تعليم أبنائنا لأنهم فى الحقيقة لم يقوموا بالأمانة على وجهها الصحيح النافع للبلاد والعباد.
وسوف أورد هنا القصيدة كاملة للشاعر وحيد حامد قابل الدهشان. كما سأرسل صورة من الكتاب المدرسى بأن نفس القصيدة للشاعر أحمد شوقى أمير الشعراء.