أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الشريعة الإسلامية تَّيسر على المسلمين وترفع الحرج عنهم؛ إذ قال الله في القرآن الكريم: (مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وقال أيضا: (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، كما أن التكليف مربوط بالاستطاعة؛ إذ قال الله عز وجل: (لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».
وأضافت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، أن الفقهاء نصوا على أن البرد الشديد يُعَدُّ من الأعذار التي رخَّص الشرع في التيمم لها، وذلك إذا كان سببًا للمرض أو الضرر، قال الإمام السُّغْدي الحنفي: «من يخَاف على نَفسه ضَرَرَ الـمَاء لشدَّة الْبرد جَازَ لَهُ أن يتَيَمَّم»، واتفق العلماء على أن الجنب إذا تيمم لفقد الماء أو عدم القدرة على استعماله ثم وجده أو قدر على استعماله بزوال العذر؛ لزمه الغسل، ونقل بعضهم الإجماع على ذلك.
وأوضحت الدار أنه لا حرج ويجوز للمسلم التيمم للصلاة في البرد الشديد، حال عدم وجود وسيلة لتسخين الماء؛ خوفا من المرض أو التهلكة إذا اغتسل بالماء البارد، مع وجوب الغسل فور تمكنه منه.