وزير التعليم - الدكتور طارق شوقي
أتابع الدكتور طارق شوقى، وكنت منذ توليه وزارة التربية والتعليم من المعجبين به، فقد كنت حزينا على التعليم ببلادى، والقاع الذى نقبع فيه منذ عقود ليصبح التعليم السرطان الحقيقى الذى يهدد حاضر مصر ومستقبلها، وكنت أرى فى الشعارات التى كان يرفعها الدكتور طارق شوقى وحماسه فى عرضها وآلية تطبيقها الأمل فى تغيير حقيقى لنظامنا التعليمى والتحول من الحفظ للفهم لدى زهورنا اليانعة وتوفير تعليم يليق بمصر.
الان وقفة مراجعة بعد تلك السنوات وقبلها أشير إلى أن الوزير الذى بدأ مشواره هادئا متماسكا صبورا، تبدل حاله وأصبح لا يطيق كلمة نقد أو اعتراض، وتتسم ردوده على منتقديه بالعصبية واتهامات ترقى للخيانة الوطنية، وأتخوف أن يكون هذا التحول انعكاسا لتحول لا نتمناه بمسيرة التطور التعليمى التى ندعمها، وسوف أعرض تساؤلات ملايين الأسر التى لا تتوقف عن الدعاء على المتسبب فى انهيار أعصابهم وأبنائهم خاصة الثانوية العامة، ولنبدأ بالقضايا التعليمية العامة، فبعد تلك السنوات هل نجحت سياسات الوزير فى تحول طلابنا من الحفظ للفهم؟! وهل نجحت الوزارة ولو قليلا فيما بشرونا به من اختفاء الدروس الخصوصية، الإجابة تكمن فى مئات وآلاف «السناتر» بربوع المحروسة والاختفاء الجماعى «الذى ليس خافيا على أحد» لأبنائنا من فصول الثانوية العامة بالمدارس!!
هل نجح الوزير ومسئولو وزارته فى منع الغش بالامتحانات، ولنراجع وبصراحة امتحانات جميع المراحل وما يحدث باللجان من جرائم ترقى لتهديد أمننا القومى فى شبابنا عموده الفقرى، وإذا لم يكن يعلم الوزير ذلك فتلك مصيبة وإذا كان يعلم فالمصيبة أعظم، وإذا كان نظام الإمتحان والتدريس الذى بشرنا الوزير أنه سيكون أسلوب حياة التلاميذ وأسرهم، فهل تحقق هذا؟!، جزء من الإجابة نجدها فى منح 94 ألف تلميذ الدرجة النهائية باللغة العربية للثانى الثانوى لعطل فنى، دعك من أنه قرار ينافى العدالة والمساواة وتداعياته النفسية على التلاميذ، لكن ترى من يتحمل المسئولية عن تلك المصيبة التى تسئ لمصر فى اتجاهات عدة وليس تعليميا فقط؟
نصل للنقطة الأهم وهى الثانوية العامة والتى أصبحت مصدر عبء نفسى لملايين الأسر سنويا بسبب القرارات التى يفاجئهم بها الوزير فى سنة تحديد مستقبل أبنائهم، كيف يتم تغيير نظام الإمتحان قبل اسابيع من انعقاده، وهل يثق التلاميذ وأسرهم فى أن ورقة المفاهيم ستكون كافية؟ يا معالى الوزير رفقا بالملايين رحمك الله ولا تعبث بمستقبل أبنائهم. ولتكن صريحا مع نفسك فنظام الثانوية العامة تم إفراغه من مضمونه، فأولا التلاميذ لم تدخل المدارس من بداية العام.وثانيا التابلت الذى بشرتهم به فى تعليمهم وامتحاناتهم أصبح عديم الجدوى بل ويتطلب محاكمة للملايين التى أهدرت فيه. وثالثا لم توفر لهم نظاما يمنع الحفظ ويشجع الغش، الآن اولى بمعاليك أن تقرر وفورا دخولهم الامتحان بالتابلت «وصدقنى متخفش مش هيفرق كتير!!» فقد كان الأولى تحديد ورقة المفاهيم من بداية العام وتدريبهم عليها، الثانوية العامة سنة تحديد مصير وليست حقل تجارب يرحمكم الله.