هيبة المعلم |
“قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا”، بيت الشعر الذي يحفظه جميع الطلاب والمصريين، والذى كتبه الشاعر أحمد شوقي ليدلل على مدى عظمة المعلم والتقدير الكبير لمكانته التعليمية والانسانية، الذى يحظى به فى المجتمع وبين طلابه، لقد شهد التاريخ للمعلم بالرفعة والاحترام فكان تاج الرؤوس ذا هيبة ووقار لا يجارى ولا يبارى في المجتمع.
ويعد المعلم هو حجر الزواية فى العملية التعليمة ومن دونه لا تستقيم، فهو صاحب رسالة سامية يعمل على رقي المجتمع من خلال الدور الذي يقوم به تجاه الطلاب من أجل الارتقاء بمستواهم وارتفاع شأنهم.
ولعظمة دور المعلم فى المجمتع وتأثيره الكبير على افراده، جعله ذلك صاحب هيبة كبيرة ينظر اليه الطلاب فى احترام ممزوج بطموحات فى أن يسيروا فى يوم من الايام فى مكانته، لكن في الوقت الحالي وللاسف ضاعت هيبة المعلم بصورة كبيرة واصبحنا نشاهد افعال من الطلاب هذا الجيل، كان ليس يستطيع احد من الاجيال القديمة القيام بها.
واصبحت اخبار مثل الاعتداء على معلم داخل المدرسة او الفصل، او قيام احد الطلاب بالتحرش الفظي تجاه معلم أو اعتداء اولياء أمور على معلم، أمور عادية لا نتفاجأ حين نقرأها او نسمعها، على عكس الماضي الذى كان الطلاب يخشون من المرور فى الشارع الذي يمر فيه المعلم، وإذا كانوا مشعلين سجارة مثلا ورأو المعلم قادمآ من بعيد سارعوا فى إطفائها .
قال الدكتور حسن الخولي، الخبير التربوي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن هناك اسباب كثيرة ادت لضياع هيبة المعلم، على الرغم من أنه هو العنصر الأبرز للعملية التعليمية وهو حجر الزواية التى يجب أن ترتكز علية المنظومة، لكن تكالبت الازمات عليه.
قال الدكتور الخولي فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، إن الازمات التى يعيشها المدرس مثل تدهور أحوال المعلم المادية، جعلته يلجأ إلى الدروس الخصوصية في منازل الطلاب أو المراكز، الأمر الذي جعلهم يفتقدون هيبتهم لأن الطالب يشعر بأنه أشترى المعلم بالدروس الخصوصية.
وأضاف أن هناك نوعاً من المعلمين يرتبطون بمصالح خاصة مع الطلبة ما يجعلهم يفقدون احترامهم وهيبتهم أمام هؤلاء الطلبة.
واشار أن اذا أردنا عودة هيبة المعلم مرة أخرى فعلينا الاهتمام بمشاكله والتحديات التى تواجه وان نقوم بحلها سريعآ وأن يحصل المعلم على حقهم فى الحياة الكريمة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، وأستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الاسباب التى ادت لضيع هيبة المعلم عديدة ، منها على سبيل المثال الصورة المسئية التى تظهرها بعض الاعمال السنمائية والدرامية على شاشات التلفزيون لصورة المعلم فقامت بتشويه شخصيته في معظم الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية.
وصرح الدكتور فتح الله فى تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هناك أعمال فنية ساهمت بشكل صارخ فى ضياع هيبة المعلم، فحين يظهروا المعلم على انه كراكتر يهدف لاضحاك المشاهدين من خلال جعله شخصية ساذجة.
واضاف أن من ابرز الاشياء التى ساهمت فى ضياع هيبة المعلم ايضآ، ضعف دور نقابة المعلمين فعدم قدرتها على أن تحافظ على حقوق اعضائها وعدم اتخاذ موقف قوي فى كثير من القضايا، قد تسبب فى كثير من الاحيان في ضياع هيبة المعلم وحقوقه.
ولفت الخبير التربوي، إلى أنه يجب ايضآ أن نزيد من عملية تأمين المدرسين داخل المدارس وفى اوقات الامتحان وأن هناك لجان امتحانية معروفة بالاعتداءات المستمرة على المعلمين، اذا رفض عملية الغش ولم يسمح بالتساهل داخل اللجنة.