قرر عدد من مديريات التربية والتعليم بالمحافظات المختلفة خفض سن القبول بالثانوي العام مقارنة بالسنوات الماضية فى الوقت الذى شهد هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا فى تنسيق القبول بالمدارس التكنولوجية التطبيقية التي توسعت فيها وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الماضية، وانعكس ذلك على زيادة معدلات القبول بالتعليم الفنى ومع تزايد الإقبال على معاهد التمريض التى تقبل خريجى الشهادة الإعدادية.
اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، قرر مؤحرًا النزول بدرجة الحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوى العام للعام الدراسى 2023/ 2024 من 245 درجة إلى 235 درجة، والقبول بفصول الخدمات أقل من الثانوى العام 40 درجة أى (195 درجة)، وذلك بعد أن أجرت مديرية التربية والتعليم بالقاهرة دراسة شاملة لأعداد الطلاب المتقدمين للثانوية العامة.
ومن المتوقع أن تلجأ مديرية التربية والتعليم في القاهرة لإجراء تخفيض آخر بمعدلات الحد الأدنى للقبول بالمرحلة الثانوية، وهو الأمر الذى حدث العام الماضى حينما قررت المديرية خفض الحد الأدنى للتنسيق إلى ٢٢٢ درجة والقبول بفصول الخدمات أقل من الثانوى العام ٤٠ درجة (182 درجة)، وهو القرار الذى جرى اتخاذه فى الأسبوع الأول من شهر سبتمبر من العام الماضى، وجاء القرار أيضَا بناء على دراسة مستفيضة لكثافات الفصول.
واتخذ محافظ الشرقية الدكتور ممدوح غراب قراراً مماثلاً منذ أيام، وقرر النزول بالحد الأدنى للقبول بالثانوى العام إلى 228 درجة بدلًا من 240 درجة، وفصول الخدمات 195 درجة، والثانوى الخاص 140 درجة، وتكرر الأمر ذاته فى محافظة الغربية، والتى شهدت تخفيض تنسيق القبول بالثانوى العام إلى 231 درجة حد أدنى.
وفى محافظة الجيزة قررت المديرية إعلان تنسيق مبدئى للقبول ب 225 درجة، وبحسب وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، أشرف سلومة، فإن المديرية من المقرر أن تجرى دراسة وافية لأعداد المتقدمين والإعلان عن تنسيق آخر للقبول من المتوقع أن ينخفض عن هذا الرقم وسيتم الإعلان عنه فى منتصف الشهر الجارى، خاصة أن المحافظة قبل العام الماضى حددت التنسيق ب220 درجة للثانوى العام.
وأوضح سلومة ل«آخرساعة»، أن مدى وجود أماكن شاغرة فى مدارس المرحلة الثانوية يحدد تنسيق القبول بالثانوى العام، وأن اتجاه أولياء الأمور إلى التعليم الفنى ومدارس التكنولوجيا التطبيقية يدفع لتراجع الإقبال عن الثانوية العامة.
وأشارت منه إبراهيم وهى ولية أمر طالب بالصف الثالث الإعدادى إلى أنها تخوفت من الثانوية العامة مع ما تلحظه سنويًا من مشكلات أثناء فترة الامتحانات، وأن تراجع المجاميع الكلية للطلاب يجعلها تخشى على أبنها من دخول إحدى الكليات التى لديها سوق عمل جيد فى المستقبل وتسعى لاختصار الطريق من خلال إلحاقه بإحدى مدارس التكنولوجيات التطبيقية بخاصة مع السمعة الجيدة للتعليم فيها والاهتمام بعملية تدريب الطلاب وتجهيزيهم للعمل مباشرة بعد التخرج.
لم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة لأمانى إبراهيم وهى ولية أمر طالبة بالصف الثالث الإعدادى والتى شددت على أنها تنتظر ظهور الرؤية بالنسبة لتنسيق مدارس التمريض التابعة لوزارة الصحة وأنها ستكون خياراً أوليًا بالنسبة لها فى حال قبلت ابنتها فى تلك المدرسة وأن توفير فرصة عمل مباشرة لها بعد التخرج يعد الأمر الأهم فى العملية التعليمية لأن المطلوب أن تتعلم حرفة معينة بعد أن أتمت مرحلة التعليم الأساسى.
وتبدأ مديريات الشئون الصحية بالمحافظات، فتح باب التقديم لمدارس التمريض للطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية لعام 2023، خلال الأيام المقبلة وسط توقعات بأن يكون تنسيق التمريض بحد أدنى 260 درجة، شريطة اجتياز الطلاب عددا من الاختبارات التى تشمل مستوى اللغة العربية والإنجليزية والتعامل مع الحاسب الآلى، إلى جانب اختبارات كشف الهيئة التى تتضمن (الاختبار النفسى، قوة الملاحظة، اللباقة فى الحديث، سرعة الاستجابة ورد الفعل، مهارات التواصل، المعلومات العامة، المظهر العام، سلامة النطق، التناسق بين الوزن والطول).
ويتراوح تنسيق المدارس التطبيقية التكنولوجية بين 210 درجات إلى 250 درجة ويفوق تنسيق الثانوى العام فى غالبية المحافظات.
وقالت الدكتورة غادة عامر، عميدة كلية الهندسة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن السنوات الأخيرة كانت شاهدة على بعض التغييرات على مستوى تفكير أولياء الأمور بشأن مستقبل أبنائهم لكنه ليس بالشكل المطلوب ومازال الحديث عن كليات القمة سائداً، غير أن ما يحدث الآن من الممكن أن يكون بداية لتغيير كبير فى المستقبل القريب وهو أمر يجب أن تتنبه إليه الدولة جيداً مع توجيه مزيد من الاهتمام نحو الجامعات التكنولوجية.
الخبيرة التربوية صباح محمود، وهى ولية أمر لطالب انتهى قبل أيام من امتحانات الثانوية العامة، لديها قناعة بأن المشكلات التى يجابهها التعليم العام فى المرحلة الثانوية تقود للتوجه نحو التعليم الفنى والجامعات التكنولوجية، وأن منظومة الثانوية بشكل عام بحاجة إلى تعديلات جوهرية بما يساهم فى عودة الطلاب إلى المدارس مرة أخرى وإعادة الاهتمام بالمنظومة التعليمية التى تساعد الطلاب على التفوق.