السيد البدوي ينتهي نسبه من جهة أبيه إلي الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد البدوي بمدينة فاس المغربية، وهاجر إلى مكة مع عائلته فى سن سبع سنوات، واستغرقت الرحلة أربع سنوات، منها ثلاث سنوات أقاموها بمصر، وعندما بلغ 88 عاما، سافر إلى العراق مع شقيقه الأكبر حسن، ورجع بعد عام واحد إلى مكة، ثم قرر فى نفس عام رجوع، الهجرة إلي مصر، وتحديداً إلي مدينة طنطا، لتكون موطن انتشار طريقته.
يُقام له في مدينة طنطا احتفالان سنوياً، أحدهما في شهر أبريل يُسمي بالمولد الرجبي، والثاني في أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذي يُعد أكبر الاحتفالات الدينية في مصر علي الإطلاق.. حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من مليوني زائر في المتوسط خلال أسبوع.
وفي نفس عام عودته إلي مكة، قرر البدوي الرحيل إلي مصر. وبالتحديد إلي طنطا. وقال عدد من الصوفية منهم عبد الوهاب الشعراني أنه لم يرجع إلي مكة، ولكنه سافر إلي مصر مباشرةً لهاتف منامي قال له: قم يا هُمام وسر إلي طندتا "طنطا حاليا "، كذلك يتفق معه المناوي، ولكنه قال أن الهاتف المنامي قد قال للبدوي: قُم "ثلاثاُ" وأطلب مطلع الشمس، فإذا وصلته فأطلب مغربها، وسر إلي طندتا فيها مقامك أيها الفتي، وذكر المناوي أنه عندما وصل إلى مصر، كان يحكمها وقتها الملك الكامل محمد بن العادل.
وقد تعددت الآراء حول قرار البدوي الهجرة إلى مصر، والاستقرار تحديداً بمدينة طنطا، فقد قيل أنه قد يكون للبدوي فكرة عن موقع طنطا المتوسط بين مدينتي القاهرة والإسكندرية بوسط دلتا النيل، فاستقر بها لنشر طريقته بسهولة.
وحسب مصادر الصوفية، عندما استقر البدوي بطنطا.. أقام في دار تاجر اسمه "ابن شحيط" ويُعرف أيضاً باسم "ركن الدين"، وسكن فوق سطح داره، وكانت داره قريبة من مسجد البوصة، الذي يُعرف الآن بمسجد البهي، وعلل البعض تفضيل إقامة البدوي فوق سطح الدار أنه كان يفضل العيش وسط الطبيعة، ليري بسهولة آيات صنع الله في السماء والأرض، وقيل أيضاً أن البدوي كان حيياً، فاستحيا أن يعيش داخل الدار فيحد من حرية صاحب الدار وأهله، ويقال أيضاً أن هذا لتأثره بأهل العراق لأنه عاش بينهم عاماً، فأهل العراق قديماً كانوا يفضلون النوم فوق أسطح بيوتهم لشدة الحرارة في شهور الصيف.
قال الصمد زين الأحمدي: وأقام على سطح الدار لا يفارقه ليلا ولا نهارا وإذا عرض له الحال يصيح صياحا متصلا، كما تزيّي البدوي بزي المجاذيب وظل ضاربا اللثامين على وجهه، وكان إذا لبس ثوبا أو عمامة لا يخلعها لغسل حتي تذوب. فيبدلونها له بغيرها".
توفي أحمد البدوي يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول 675 هـ/24أغسطس 1276 م بمدينة طنطا، عن عمر يناهز 79 عاماً، وخلفه من بعده تلميذه عبد العال، وبني مسجده، وكان فى البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحولت إلي زاوية للمريدين.
ثم بني لها على بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها الأوقاف للإنفاق على المسجد أثناء انفصاله عن الدولة العثمانية وقت حكمه مصر، حتى أصبح أكبر مساجد طنطا.