يسعى الآباء دائمًا أن يجعلوا أبناءهم أكثر حظًا منهم من خلال تعويضهم عما فقدوه وهم صِغار، ومن خلال تربية صغارهم على حب التعليم وتغيير واقعهم، هذا ما يحلم به كل بيت مصري، إلا أن هناك مدارس خاصة وتحديدًا في مدينة الغردقة جعلت لنفسها قانونًا خاصًا بها وهو سياسة العقاب على ماضِ لم يكن لأولياء أمورهم فيه خيار سوى أنهم لم يستطيعوا أن يحصلوا على شهادات عليا، فكان عقاب بعض المدارس الخاصة للأطفال هو الرفض وعدم القبول، كون أولياء الأمور لا يحملون شهادات ومؤهلات عليا، رغم قدرتهم المالية علي دفع المصروفات "بشكل فوري"
شكاوى متعددة وردت لـ«الدستور» من أولياء أمور حرصوا على التقديم لأبنائهم بعدد من المدارس الخاصة ذات المصروفات العالية بالغردقة لكي يحصل أبناؤهم علي حقهم في التعليم الجيد، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض والاستنكار، بسبب أن الوالدين أو أحدهما لم يحصل على مؤهل عالٍ.
وقال أحمد عبدالله، أحد أهالي الغردقة، لـ«الدستور»، إنه تقدم لإحدى المدارس الخاصة الشهيرة بالمدينة السياحية لتقديم الأوراق الخاصة بطفلته، لكن طلبه قوبل بالرفض قائلين: «بنعتذر لك مش هنقدر نقبل ابنك بسبب مؤهلك المتوسط»، مؤكدًا أنه لم يكن يستوعب السبب، وأن هذا التصرف يُعد عقابًا للأطفال بسبب أن والديهم لم يحالفهم الحظ في الحصول علي التعليم الذي تشترطه هذه المدارس، لافتًا إلى أن هذا التصرف العنصري جعله يستنكر ما تقوم به المدارس الخاصة التي تطلب مصروفات غير عادية ولا عادلة، مؤكدًا أنه سعي للتقديم لأبنائه بالمدارس الخاصة حتي يحصلوا على تعليم لائق، كما يدّعي أصحاب ومسئولو هذه الكيانات التعليمية.
أما مروة محمد، والدة طالبة ممن تم رفض أحد أبنائها في الغردقة كونها حاصلة علي شهادة تعليم متوسط، مؤكدةً أن تلك اللوائح التي تضعها تلك المدارس تمثل كارثة في حق الأطفال وعقابًا جماعيًا لكل أسرة تحاول أن تغير واقع أبنائها وحصولهم علي حقهم في التعليم، ما يندرج تحت بند العنصرية الفجّة التي لا تتماشي مع سياسة الدولة المصرية وقيادتها التي دائمًا ما ترسخ لمبدأ المساواة والحق في التعليم لكل مواطن مصري، لافتة إلى أنها شعرت بحزن كونها كانت سببًا في حرمان ابنتها في حصولها علي تعليم لائق، بسبب ظروفها التي لم تسمح لها باستكمال دراستها، مؤكدةً أن تلك المدارس عاقبت الأطفال بغير ذنب بسبب ظروف أولياء أمورهم ومحاسبتهم على واقع آبائهم في الماضي لم يكونوا جزءًا منه.
مسئول بمدرسة خاصة: نحافظ على المستوى الاجتماعي.. والمال ليس مقياسًا
قال أحد مسئولي المدارس الخاصة بالغردقة، رافضًا ذكر اسمه، إن بعض المدارس تشترط حصول الأبوين على مؤهل عالِ كجزء من شروط القبول للحفاظ علي المستوى الاجتماعي للطلاب بالمدارس، لافتًا إلى أن هناك مدارس خاصة لا تطبّق هذا الشرط، وأن كل مدرسة تطبق سياستها الخاصة بها، مؤكدًا أن “ربح المال” ليس الهدف الأول للمدارس، لكن الحفاظ على المستوى الاجتماعي للطلاب جزء من حق الطلاب في مدرسته.
مسئول بالبحر الأحمر: التعليم حق للجميع ولم ترد لنا شكاوى في هذا الشأن
“الدستور” راجعت أحد مسئولي التعليم الخاص والدولي بمديرية التربية والتعليم في البحر الأحمر؛ للوقوف على هذه الأزمة، فقالت أسماء علي حنيدق إن التعليم حق للجميع ومكفول بحكم القانون والدستور، ولا توجد أي جهة او مدرسة أيًا كانت أن تمنع طفلًا عن التعليم بسبب مؤهل والديه، مؤكدةً أن إدارة التعليم الخاص والدولي بالمديرية لم تتلق أي شكاوي من مواطن بوقائع مماثلة لرفض قبول تلاميذ لهذا السبب.
أضافت مسئول التعليم الخاص بالبحر الأحمر لـ«الدستور»، أن أي مواطن يتعرض لهذا الموقف يجب عليه التوجه لإدارة التعليم الخاص والدولي فورًا، وحال تلقي أي شكوى سيتم تشكيل لجنة فورية؛ لبحث الواقعة والتعامل معها بالإجراءات القانونية اللازمة.
وطالبت أولياء الأمور أن يتوجهوا لإدارة التعليم الخاص والدولي في أي وقت حال أرادوا السؤال عن أي مدرسة خاصة أو دولية وموقفها القانوني قبل التقدم لها بالأوراق ومدى التزامها في الإجراءات القانونية.